أكد الدكتور أحمد زويل، العالم المصرى الحاصل على جائزة نوبل، أن تقدم الأمم لا يأتى إلا عن طريق تدعيم سبل البحث العلمى، مؤكداً على افتقاد العالم العربى بوجه عام للتفكير العلمى، مشدداً على أنه لا وجود لتقدم سياسى أو اقتصادى أو صحى أو زراعى أو صناعى دون تفكير علمى، قائلا: "أكبر مثال قيام تقدم دوله إسرائيل على تدعيم سبل التفكير العلمى، مما أهلها لأن تصبح الأولى على العالم فى البحث العلمى".
وأضاف زويل خلال لقائه مع صغار الباحثين الشباب والفائزين فى مسابقه "إنتل" للعلوم بالعالم العربى اليوم، الاثنين، أن الكثير من بلاد العالم احتلت مراكز متقدمة اقتصاديا كالصين وذلك بفضل الاستثمار العلمى، مشيراً إلى أن السياسة التقليدية فى فترة ما بعد ثورة 25 يناير بالعالم العربى لن يكون لها دور فى الفترة القادمة التى وصفها "بالحرجة"، والتى سوف تحدد مصير مصر إما بالنهوض عن طريق العلم أو الرجوع عشرات الخطوات للخلف.
وقال إنه طوال فترة مكوثه فى مصر كان حريصاً على الاجتماع بشباب التحرير، لافتا إلى أهمية استثمار الطاقات الشبابية فى الفترة المقبلة فهى أقوى من طاقات السد العالى"، واصفاً ثورة الشباب بأنها ثورة "علمية وسلمية"، داعيا الشباب لعدم اللهاث خلف تفاصيل يمكن أن يكتسبوها بخبراتهم، فعليهم أن يهتموا فقط بالتنمية من أجل مصر قائلا: "يكفينا الحديث عن صراعات النظام فلنترك الحكم للتاريخ".
وأكد زويل على ضرورة استثمار البحث العلمى وسبل التقدم التكنولوجى فى الفترة المقبلة، واستيضاح الرؤية فيما يخص تدعيم سبل التفكير العلمى، قائلا: "نهضة مصر القادمة يجب أن تكون معتمده على العلم"، مضيفا "ما عندناش أمل فى البعد السياسى فخلينا نشتغل على البعد العلمى".
وفيما يخص مواصفات رئيس مصر القادم أكد زويل أن مصر تمر بمرحلة حرجة قائلا: "لو جالنا رئيس كل تفكيره اللعب بالسياسية مش هيحقق ماترجوة ثورة 25 يناير"، مؤكدا أن مصر ليست كعكة الكل يسعى لأخذ قطعة منها قائلا: "رئيس مصر لابد أن يكون مهموماً بقضايا البلاد المختلفة وحلها بشكل جذرى"، مضيفا "حان الوقت لأن تنتبه جميع قيادات مصر لأهمية إحداث تغيير شامل من التعليم للاقتصاد، خاصة فى السنوات العشرة القادمة" حينها لن يهم من سيحكم"، مؤكدا أن الأهمية الآن يجب أن ترتكز على تحديد شكل النظام القادم، ووضع برامج لإدارة الدولة قائلا: "إحنا دلوقتى بنرقع فى الملفات نحتاج رؤية جديدة تنتقى الأعمال والقرارات".
وعن احتمالية ترشيحه لمنصب الرئاسة أكد زويل أنه ليس كل عالم يجب أن يهتم بمختلف المجالات السياسية والفكرية والاجتماعية، لافتا إلى وجود مسئولية وطنية على الجميع فى الوقت الحالى تطلب من الكل العمل بجدية وإخلاص، وأضاف "متأكد من حب الشعب المصرى لى ولا أستطيع القول إلا أننى بفكر".
وأكد زويل أن حلم المشروع القومى الجديد لمصر يجب أن يتم وضع خطة متكاملة له ليس فقط من أحمد زويل، مؤكدا أن التعليم فى مصر فى آخر 10 سنوات وضعنا فى مؤخرة الدول وفقا لمعايير الاختيار العالمية، مشدداً على ضرورة إعادة سير المنظومة العلمية من الطفولة لسن 18 عاما، بالتوازى مع ضرورة تغيير سياسة الجامعات
وأشار إلى ضرورة أعاده صياغة البنود الاساسيه بالدستور الذى وصفه " بالمؤقت" ، مشددا على ضرورة أتمام هذا الأمر فى وقت لايزيد عن ستة أشهر"، قائلا: "إنه بالرؤية الصحيحة يمكن محاسبة الجميع".
وعن ضرورة محاسبة رءوس النظام أكد زويل على وجود قوى شرعية قانونية تحاسب الفاسدين، داعيا الشباب لعدم الانشغال بأشياء فى الماضى، والتركيز على إفراز كوادر مؤهلة للمشاركة فى المرحلة المقبلة فى الحقل السياسى والعلمى والاقتصادى.
وفيما يخص افتقار الجامعات المصرية لسبل البحث العلمى أكد زويل أنه كان يعانى مثل تلك الضغوط، مؤكدا أن افتقار المناخ العلمى بمصر أدى بالضرورة لتدهور الفكر والبحث العلمى بالجامعات قائلا: "لو ضاعفوا بمصر من ميزانية التعليم لن يحدث تقدم بمجال البحث العلمى لعدم وجود مناخ مناسب"، مؤكدا أن المناخ العلمى يساعد الشباب على الإنتاج الاقتصادى والفكرى والأدبى.